الاستعارة المجازية لبوصلة السندباد وأدواته في المتاهة الرقمية لعصر الذكاء الاصطناعي

  • د. داني أبي كرم - قسم تكنولوجيا المعلومات، كلية ليوا، أبو ظبي، الامارات العربية المتحدة - قسم الفنون الإعلانية والتواصل البصري، كلية الفنون الجميلة والعمارة، الجامعة اللبنانية، طرابلس، لبنان
  • د. رياض بن عمر قسم الاعلام، كلية ليوا، أبو ظبي، الامارات العربية المتحدة
الكلمات المفتاحية: السندباد، المتاهة الرقمية، السفر الافتراضي، الذكاء الاصطناعي

الملخص

ما يطرحه هذا البحث هو استعارة مجازية فلسفية لرحلات السندباد البحري قبل وبعد العولمة مع التركيز على أهمية المغامر كرمز للسفر والتواصل وتقريب المسافات، مع ما ينتج عن تبدلات الفضاءات ومقاربتها الزمانية بين خيال الأمس والذكاء الاصطناعي اليوم. وقد اتخذ الباحثان من السندباد موضوع دراسة وصفية تحليلية مقارنة خلصت الى اثبات أن السندباد كان ولا يزال مسافرًا افتراضيًا وصلة الوصل بين كافة المتغيرات، والفضاءات والأزمنة.

استنادًا إلى الرمزية الأيقونة للسندباد واسقاطاتها على المجالات التجارية الخاصة بخدمات السفر والتواصل اللوجستي بين الدول برًّا وبحرًا وجوّا متجاوزًا الحدود المكانية للفضاءات الكونية، يقدم هذا البحث رؤية فلسفية توضح المراوحة بين ما هو خيالي في حكايات السندباد سابقًا وبين ما هو رقمي افتراضي في وعصر العولمة الحالي، حيث استبدلت أدوات السفر بأخرى حديثة تعتمد على التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي.

وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج منها: أن الخيال دعامة أساسية في أدب الرحلات يطعمها بنكهة خاصة. وقد أصابت كل رحلة هدفًا في مرمى الأنسان ونبض الحياة معًا، فالسفر لا يمكن أن يتوقف عند طرف مشاهداته إنّما يتخطّاها من أجل الوصول الى المبتغى. ولإن أصبحنا اليوم نسافر افتراضيًا عبر سجادة الرقمنة في عالم لا حدود له، فإنّ سفرة السندباد سفرة دائمة لا بوصلة لها، إنّها سفرة الحياة في ارتقاء دائم للذات الإنسانية، الى مكانة أسمى حيث كلّ شيء مختلف ومطعّم بنكهة الفردانيّة البراغماتية في عصر اختلفت فيه المعايير، وألبسته المفاهيم حلّة جديدة.

كان الخيال دائماً جزءاً أساسياً من أدب الرحلات، مما أضاف تميزاً لرحلات السندباد. السفر، بالنسبة له، كان وسيلة لتحقيق النضج واكتشاف العالم رغم المخاطر. بوصته كانت مختلفة ورحلاته تعبيراً عن سعي دائم لترقية الذات الإنسانية والوصول إلى مراتب أسمى. بينما تغيرت معايير السفر وأدواته في العصر الحديث، بقيت رحلات السندباد مثالاً على المغامرة الفردية المستمرة نحو تحقيق الذات، في زمن تغيرت فيه المفاهيم وأصبحت الطقوس أكثر حداثة.

المراجع

1. أ.م.د علي قهرماني- أ.م.د.حميد ولي زاده- علي خالقي ، دراسة سنة (2014) بعنوان " ظاهرة تجميد الرمز في الشعر العراقي المعاصر سندباد نموذجاً ". أ.م.د علي قهرماني- أ.م.د.حميد ولي زاده- علي خالقي - مجلة جامعة الأنبار لللفات والآداب.
2. ابو حمدان، ميراي: العلاقة بين اللغة والهوية وأثرهما في المنظومة الاجتماعية: شؤون ثقافية، فصلية تصدر عن المديرية العامة للشؤون الثقافية، وزارة الثقافة اللبنانية، العدد 3، تموز – آب – أيلول، 2016، ص. 97
3. أبي القاسم، إبن حوقل: كتاب المسالك والممالك، لبدن، بريل، 1873 م
4. ألف ليلة وليلة، المجلد الثالث، دار ومكتبة الهلال، 2009، بيروت
5. الأيوبي، وفاء محمد حسن: الحضارة والعولمة الى أين؟ دراسات في الحضارة المقارنة، الطبعة الأولى، 2012 ص.208
6. البستاني، بطرس: كتاب دائرة المعارف، مجلد 4، دار المعرفة، بيروت، لبنان، 1955، ص. 261

7. البعلبكي، منير: المورد، قاموس إنكليزي عربي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة السادسة عشرة، 1982
8. تزفيتان، تودوروف: مدخل للأدب العجائبي، ترجمة الصديق بو علام، ط1، الرباط، 1993
9. توما، جان: أدب الرحلة والرحالون العرب، ط 1، المؤسسة الحديثة للكتاب، لبنان، 2014، ص. 72
10. الحسين، قصي: موسوعة الحضارة العربية، العصر العباسي، 2004، دار ومكتبة الهلال، بيروت، لبنان
11. رحلات السندباد: الكنز المدفون، المجلد الثاني، بيروت، لبنان، ص. 15
12. الزبيدي، محب الدين: تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق على شبري، ج 2، (1994) دار الفكر، بيروت، ص. 207
13. السيدة أنوار حمود مسعود الصالحي- أ.م.د. مؤيد عبد الوهاب السامرائي، دراسة سنة (2007) بعنوان " قصة السندباد البحري كما يتناولها النقد المعاصر ". - جامعة تكريت -كلية التربية / سامراء
14. عرفين نور فائزة، دراسة سنة (2022) بعنوان: البنية السردية في حكاية السندباد البحري لكامل كيلاني "دراسة تحليلية سردية- تزفيتان تودوروف". قسم اللغة العربية وأدبها- كلية العلوم الانسانية- جامعة مولانا مالك ابراهيم الاسلامية الحكومية مالانج.
URI: http://etheses.uin-malang.ac.id/id/eprint/37063
15. قدور، سكينة: تساقط أقنعة السياب في رحلته الأخيرة، الحداثة، السنة السابعة عشر، العدد 127-128، بيروت، ربيع 2010، ص 243.
16. القزويني، الإمام زكريا بن محمد بن محمود: عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، (2008)، بيروت، دار الشرق العربي، ص. 108-109-114-
17. المنجد في اللغة والإعلام، الطبعة السادسة والعشرون، المكتبة الشرقية، ساحة النجمة، 1986، بيروت، لبنان، ص. 488
18. الموسوي، محسن جاسم: الذاكرة الشعبية لمجتمعات ألف ليلة وليلة، السرد ومرجعياته التاريخية وآلياته، ط.1، 08/03/2016، المركز الثقافي العربي، المغرب
19. ميكسيللي، أليكس: الهوية، ط1، ترجمة على وطفه، دار الوسيم للخدمات الطباعية، دمشق، 1993، ص108.
20. NATHAN, Fernand: le Dessin de Lascaux a Picasso, Arnoldo Mondadori Editore S.P.A, Milano, 1981 Op.Cit., p.8.
21. DUMEZIL, Bruno: Le periple mystique de Brendan, Historia N° special, les voyages.
22. extraordinaires, Juillet, Aout – 2016, N° 3
23. GARDRAT-OUERFELLI, Christine: Les ombres chinoises de Marco Polo, Historia, les voyages extraordinaires, Juillet, Aout – 2016, N° 30, p. 26
24. GERMINAL, Peiro: Lascaux, phare de l’humanité, Dossiers d’Archeologie, N° 376, Juillet-Août, 2016.
25. NATHAN, Fernand: le Dessin de Lascaux a Picasso, ed. Fernand Nathan (January 1, 1991) , p.8
26. SOURIAN, Etienne: Vocabulaire d’estehetique, 2eme edition, Quadrige, presses universitaires de France, 1990, 6, avenue Reille, 75014, Paris.
المقالات:
1. بشير، خالد: حكايات السندباد: من هو وفي اي عصر عاش؟
2. حكايات-السندباد-من-هو-وفي-اي-عصر-عاش؟
3. https://www.hafryat.com/ar/blog/ تاريخ الدخول:12/11/2023
4. زيادنة، صالح: السندباد في رحلته الثامنة، 12/9/1994
5. www.khayma.com/salehzayadneh/maqalat/article04.htm تاريخ الدخول: 27/3/2019
6. عبد الواحد، شريفي: أثر ألف ليلة وليلة في أدب فولتير: الموضوع القصصي، عدد 349، مجلة الموقف الأدبي، اصدار اتحاد كتاب العرب، دمشق، ايار 2000
منشور
2024-08-21
كيفية الاقتباس
د. داني أبي كرم, & د. رياض بن عمر. (2024). الاستعارة المجازية لبوصلة السندباد وأدواته في المتاهة الرقمية لعصر الذكاء الاصطناعي. Journal of Arts, Literature, Humanities and Social Sciences, (111), 15-31. https://doi.org/10.33193/JALHSS.111.2024.1194
القسم
المقالات