ظاهرة الإبدال بين أبي عمرو بن العلاء وقبيلة تميم

(دراسة صوتية تحليلية)

الملخص

يعنى هذا البحث بدراسة ظاهرة الإبدال، وهي ظاهرة صوتية ميدانها في هذا البحث القراءات القرآنية، وتعنى هذه الدراسة بالألفاظ التي حصل خلاف في نطقها أثناء قراءة القرآن بين أبي عمرو بن العلاء وقبيلة تميم، فتقوم الدراسة على مرتكزين؛ الأول: رصد الألفاظ التي وقع فيها خلاف نطقي متعلق بظاهرة الإبدال، والثاني: دراسة هذا الخلاف دراسة صوتية، تروم الوقوف على علة هذا الخلاف في النطق، وملاحظة أي القراءتين أقل جهداً على الناطق؛ وظاهرة الإبدال من أبرز الظواهر الصوتية، وأكثرها وضوحاً وحاجةً للدراسة والتعليل؛ حيث إنَّ إبدال صوت بصوت آخر مسلكٌ صوتي بحت يسلكه الناطق بغية إدراك المعنى وبلوغه بأقل جهد ممكن.

    لقد تم جمع مادة هذا البحث عن طريق قراءة المصحف الشريف بوفق قراءة تميم له، وقراءته بوفق قراءة أبي عمرو بن العلاء له، بدءاً بسورة الفاتحة وانتهاءً بسورة الناس، ثم استخراج كل لفظة اختُلِف في نطقها بين أبي عمرو بن العلاء وقبيلة تميم بإبدال صوت بآخر، حيث جرت الدراسة على هذه الألفاظ المختلف في نطقها، فتقوم الباحثة بذكر أيِّ الطرفين [أبي عمرو بن العلاء وقبيلة تميم] قرأ اللفظة على أصلها، وأيهما أبدل فيها صوتاً بآخر، ثم تبحث في الأسباب التي دعت لوقوع هذا الاختلاف، مُعززةً بما استطاعت الوصول إليه من أدلة وشواهد مستقاة من كتب القدماء أولاً ثم المحدثين ثانياً، محاوِلَة في كل ذلك الخروج بنتيجة يستطيع القارئ بها أن يخرج بحكم فيما يتعلق بأيِّ القراءتين أخف على اللسان وأيسر.

    كما وكانت الباحثة عند الانتهاء من دراسة الظاهرة تقوم بإحصاء عينات هذه الظاهرة بين القراءتين، وتحاول إجراء موازنة في عدد مرات ورود الظاهرة في هذه القراءة أو تلك.

    لقد أجرت الباحثة دراستها بعد أن أوردت تفصيلاً شاملاً عن ظاهرة الإبدال، بدءاً بتعريفها في اللغة والاصطلاح، ثم ذكر أنواعها وأسبابها، ومدى انتشارها في اللسان العربي، وموقف علماء اللغة منها.