الحسِّي والمُتخيَّل في الفنون الرقمية

(تجربة فنية لتجسيد الموروث السعودي)

الملخص

يتناول هذا البحث دراسة مفهومي الحسّي والمتخيل ودورهما في قراءة الفنون الرقمية المستلهمة من الموروث السعودي، وذلك من خلال تنفيذ عدد من التجارب الفنية الرقمية القائمة على دمج العناصر التراثية مع تقنيات التصميم ثلاثي الأبعاد، في محاولة لإعادة إنتاج الموروث بصريًا بما يُثير الاستجابات الحسيّة والتصورات التخيليّة لدى المتلقي. اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، وهدِف إلى تسليط الضوء على دور الفنون الرقمية كوسيلة حديثة لإثراء الموروث السعودي والحفاظ عليه، إلى جانب تحليل مراحل التفاعل الحسيّ والمُتخيَّل مع العمل الفني لدى المتلقي.

أظهرت النتائج أن التجربة الحسيّة لا تبدأ وتنتهي بالرؤية، بل تشمل الصوت والملمس والرائحة، مما يعزز من استيعاب المتلقي للمشهد. كما يُعد الخيال عنصرًا هامًّا في بناء الصورة الذهنية الموازية، والتي تأخذ التجربة من سطحها البصري إلى عمقها الدلالي الذاتي والمرتبط بالتفاعلات الداخلية لدى المُتلقي، والتي تنقله من حيّز الإدراك الحسِّي إلى حيّز المُتخيَّل. وقد بينت التجربة قدرة الفنون الرقمية على تشكيل خطاب بصري فني يحتفي بالهوية، دون أن يفقد أصالته، مما يجعلها وسيلة فعّالة للحفاظ على التراث وتفعيله ضمن الأُطر الزمنية، من الماضي وإلى المُستقبل. كما توصي الدراسة بأهمية توظيف مفهومي الحسّي والمُتخيَّل في تحليل الأعمال الفنية الرقمية، ودعم الجهود البحثية والإبداعية التي تسعى إلى رقمنة الموروث، إلى جانب تطوير برامج تعليمية تُعزز من دمج التراث بالتقنيات الحديثة، وتطوير نشرها فنيًا وثقافيًا.