أسلمة علم الجمال

(دراسة نقدية للتصور السائد حول علم الجمال الإسلامي)

الملخص

تبحث هذه الدراسة في الجدل القائم حول الجمالية الإسلامية، ومفهوم علم الجمال الإسلامي، وعن إمكانية وجود ‏ما يسمى بعلم الجمال ‏الإسلامي، مستعرضةً الرؤيتين العربية والإسلامية الأولى المتبنية لوجود علم جمال ‏إسلامي، والأخرى النافية لوجوده، وذلك من خلال منهجية نقدية تحاول الكشف عن الخلط الفلسفي والمنطقي ‏الذي طال بعض الكتابات حول الفن الإسلامي، وعلم الجمال، كما تسعى الدراسة إلى الإجابة عن بعض ‏التساؤلات التي وضعتها حول تاريخ ظهور مصطلح علم الجمال الإسلامي، ومفهوم علم الجمال الإسلامي من ‏وجهة نظر الرؤيتين المؤيدة لوجوده والنافية له، وما إمكانية وجود علم جمال إسلامي؟

وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أنه لا وجود لمصطلح الجمالية الإسلامية، أو مصطلح الجمال ‏الإسلامي في الكتابات العربية الإسلامية المتقدمة التي ظهرت قبل القرن العشرين، كما أنه لم يظهر مصطلح ‏‏(علم الجمال الإسلامي) بشكل واضح إلا من خلال الحراك الثقافي الذي قام به المعهد العالمي للفكر الإسلامي ‏في الثمانينيات من القرن العشرين، كما أوضحت الدراسة أن الرؤية المؤيدة لوجود علم الجمال الإسلامي تبنت ‏موقفين اثنين، الموقف الأول يتمثل في اثبات علم جمال عربي ذُكر في كتابات المفكرين العرب الأوائل أمثال ‏التوحيدي، ابن سينا، ابن حزم، الغزالي، وابن قيم الجوزية، والموقف الثاني فيتبنى فكرة أن علم الجمال ‏الإسلامي هو علم حديث ولكن له جذوره وخلفياته المتمثلة في مفهوم الجمال في القرآن الكريم والسنة النبوية، ‏أما الرؤية النافية لوجود علم جمال إسلامي فقد ذهبت إلى أن ما جاء في الكتابات العربية والإسلامية بزعم أنه ‏علم جمال إسلامي، إنما هو خلط ومغالطات بين دراسة الجماليات الاسلامية وعلم الجمال، كما أظهرت نتائج ‏البحث أن هناك خلط بين البحث في الجمالية الإسلامية، والبحث في علم الجمال أنتج مصطلح علم الجمال ‏الإسلامي، ‏وهذا الخلط يعود لأسباب منها التعصب لأسلمة المعرفة، ومحاولة مقاربة فلسفة ‏الجمال بين الانساق ‏الفكرية للإسلام والانساق التعبيرية الفنية التي تعكس تلك الانساق الفكرية، ‏ومحاولة تأصيل نظرية الفن ‏الإسلامي القائمة على الجمالية الإسلامية.