الطفل .. الإنسان

الملخص

فقد جرت سنة الله تعالى في بني آدام أن يتنقل في مراحل تبدأ بتكوينه في رحم أمه، وتنتهي بالشيخوخة، والناس ليسوا سواء في ذلك، فلكلٍّ قَدَره، ويظهر ذلك في مظاهر الصحة والمرض، وطول العمر وقصره، وغيره ذلك.

وإن كانت مرحلة القرار في الأرحام خَلْقِيّة ومن تدبير الله تعالى، ولها سنة كونية خاصة بها، ومهام الإنسان فيها محدودة للغاية؛ فإنّ مرحلة الطفولة التي تعقب الولادة مباشرة تحمِّل الأبوين مسؤوليات كبيرة تجاه طفلهما، وتلك المسؤوليات تستوعب صحته وحياته ورعايته ودِينه وأخلاقه وسائر ما يصلح شأنه، مع ضرورة التذكّر أن الطفل يولد صفحة بيضاء نقيّة، مستعداً للخير والاستقامة في الأصل، ولكن تأتي التغيرات الدِّينية والفكرية والأخلاقية تبعاً للمحيط الأسري أولاً، ثم المحيط الاجتماعي، وبناء عليه فإن المسؤولية الأكبر على الوالدين تجاه أولادهم تقع في مرحلة الطفولة لأنها مرحلة المحافظة والإصلاح والتوجيه، ثم يخفّ تأثيرهما على الابن أو الابنة رويداً رويداً حتى يصلا إلى مرحلة المؤاخاة لأولادهما وتقديم النصيحة والمشورة.

إذن، فمرحلة الطفولة بالغة الأهمية في التربية والإعداد العقلي والدِّيني والبدني، والبحث فيها يتطلب النظر في مدلولاتها ومفاهيميها، ثم بعد ذلك تتبع حقوق الطفل التي أمرت بها الشريعة الإسلامية أولاً، ثم التي كفلتها الأنظمة العالمية، ليصبح الطفل إنساناً قد ﴿بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾[القصص: 14].