الإرهاب في صدر الإسلام

(الخوارج أنموذجاً)

الملخص

إن بعض الفرق الإسلامية التي ظهرت في بعض الحقب الزمنية المتقدمة، لم تنته أو لم ينته فكرها أو ممارساتها، بل امتد تأثيرها حتى عصرنا هذا، فظهر من يحذو حذوهم، ويجسد أفكارهم وسلوكهم، بقصد أو بغير قصد.

وبعض الفرق لها امتداداته الفعلية المعاصرة والتي تمارس نشاطها تحت تسميات شتى، وإن كان بعضها يدعي التنصل من تلك الفرق، أو البراءة منها، ونحن لسنا في موضع تقويم هذه الفرق المعاصرة أو الحكم على دعاواها، فهذا خارج تخصصنا، وخارج نطاق هذا البحث أيضًا؛ ولكن العرض التاريخي لبعض نشاطات هذه الفرق من شأنه أن يبين مدى التقاء هذه الفرق أو افتراقها عن الفرق القديمة.

ومن الفرق القديمة التي زعزعت صفوف المسلمين قديماً، وأثارت الرعب والفوضى، وخلفت فكراً شوش على صفاء العقيدة الإسلامية فرقة الخوارج، التي دقت أسفين الشر في أساس الدولة الإسلامية.

وليس هدف البحث –بطبيعة الحال- الإحاطة بالخوارج فكراً وممارسة، وإنما تسليط الضوء على أصول الممارسات الإرهابية لهذه الفرقة في ضوء المفاهيم المعاصرة للإرهاب.

واشتمل هذا البحث بعد هذه المقدمة الموجزة على ثلاثة مباحث: المبحث الأول: تعريف الخوارج. المبحث الثاني: التصفيات الجسدية للخوارج. المبحث الثالث: المعارك العسكرية للخوارج. ثم خاتمة البحث. وقائمة المصادر والمراجع.

واهم النتائج التي توصل إليه البحث هو اختلاف العلماء والمفكرون في تحديد مفهوم الخوارج، فبعضهم توسع وعد كل من خرج على الأمام أو على الدولة خارجي، وقد ترجح أن الخارجي هو الخارج عن الإمام الحق، والذي يعتقد بكفر المخالف، وحمل السلاح لإرغام الناس على اتباعه. وقد مارس الخوارج جريمة التصفية الجسدية واغتيال رموز الأمة لتوهينها وإضعافها وهناك علاقة خفية بين الخوارج وبين أعداء الإسلام.