أثر الفكر التربوي الإسلامي على مفهوم أصل الوجود الإنساني

الملخص

يتناول هذا البحث أثر الفكر التربوي الإسلامي على مفهوم أصل الوجود الإنساني، من خلال استقراء الرؤية القرآنية والسنة النبوية في بيان أصل الإنسان ومكانته وغايته من الخلق، وقد ركّز البحث على تحليل الأسس العقدية والفكرية التي يقوم عليها الفكر التربوي الإسلامي، موضحًا أنه فكر متكامل ينطلق من العقيدة التوحيدية التي تجعل الإنسان مخلوقًا مكرمًا مستخلفًا في الأرض، لا وليد مصادفة أو تطور مادي، بل نتاج إرادة إلهية مقصودة.

يبرز البحث أن الفكر التربوي الإسلامي يتميّز باستقلاله عن الفلسفات الوضعية التي حصرت الإنسان في البعد المادي أو النفعي، إذ يربط أصل وجود الإنسان بالغاية من خلقه، وهي عبادة الله وعمارة الأرض وفق منهجه.

كما يوضّح أن التصور الإسلامي للوجود الإنساني يسهم في بناء فلسفة تربوية متوازنة تُعنى بتزكية النفس وتنمية العقل والجسد في آن واحد، بحيث يكون التعليم وسيلةً لتحقيق العبودية لله وإقامة الحياة على القيم الإيمانية والأخلاقية، وذلك في مقدمة ومبحثين: المبحث الأول تناول المبحث الأول: تحقيق العبودية لله -عز وجل- والمبحث الثاني: تكريم الوجود الإنساني، ثم خاتمة خلص البحث فيها إلى أن الفكر التربوي الإسلامي يؤكد أن الإنسان مخلوق بعناية إلهية لتحقيق العبودية لله، ويُكرّم قبل وبعد وجوده على الأرض، وتسخير الكون له، واستخلافه في الأرض. هذا يمنح التربية الإسلامية بعدًا روحيًا وأخلاقيًا متكاملاً. وأوصى البحث بتعزيز الفكر التربوي الإسلامي في التعليم وربطه بمقاصد الوجود الإنساني، وتشجيع الدراسات المقارنة لإبراز تميّز المنهج الإسلامي، مع دعم المؤسسات التربوية والثقافية لتكوين إنسان جامع بين العلم والإيمان والعمل.