تقنيات البروباغندا

(التلفزيون الجزائري أنموذجاً)

الملخص

تهدف الدراسة إلى التعريف بمفهوم البروباغندا وتقنياتها وَفقًا لمعهد تحليل الدعاية الأمريكي (Institute for Propaganda Analysis – IPA)، لا سيما وأن المفهوم يعتريه الكثير من اللبس لدى كثير من العامة والباحثين، ولا أدل على ذلك أن شريحة واسعة من الشعوب تجد نفسها عرضة للتضليل دون أن تدرك ذلك، ولا شك أن هناك مجموعة من التقنيات التي تُوَظَّفُ لصناعة البروباغندا ولها أشكال متعددة، ما يجعل من طريقة تناول التلفزيون الجزائري للأحداث فيما يتعلق بالمملكة المغربية يأتي في إطار ممارسة البروباغندا على خلفية أزمة الصحراء المغربية.

تعتبر الدراسة من الدراسات الوصفية، وتعتمد على المنهج الوصفي التحليلي، حيث إنها باستخدام استمارة تحليل المضمون التي تضمنت عدة فئات، والتي طُبِّقَت على جميع المنشورات الواردة في الموقع الإلكتروني للتلفزيون الجزائري والتي تضمنت أي إشارة للمملكة المغربية، خلال فترة الدراسة من تاريخ 17/3/2025 ولغاية 17/4/2025، وهي 31 مادة منشورة في زاوية "دولي" والتي مَثَّلَت عينة الدراسة، وتم تحليلها باستخدام استمارة تحليل المضمون، وخَلُصَت إلى مجموعة من النتائج، أهمها: يمارس الموقع الإلكتروني للتلفزيون الجزائري البروباغندا ضد المغرب من خلال موضوعات عدة، هي: الصحراء المغربية، والقضية الفلسطينية والعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، العلاقة مع دول الجوار، القضايا الداخلية، احتلت فيها المواد التي تناولت قضية الصحراء 64.5% من مجمل المواد المنشورة عن المغرب، واستخدم الموقع 6 تقنيات دعائية لصناعة بروباغندا حول المغرب من أصل 7، هي التسمية بنسبة 47.5%، والبطاقة الرابحة بنسبة 18.5%، والعموميات البراقة بنسبة 14.5%، واللحاق بالركب بنسبة 10.7%، والنقل بنسبة 4.9%، والتوصية بنسبة 3.9%، فيما لم تستخدم تقنية الناس البسطاء.

واستُخدِمَت هذه التقنيات بهدف تشويه صورة المغرب وإظهاره كدولة احتلال، واستغلال قضية الصحراء لتبني مواقف تدعم الانفصاليين، واستغلال القضية الفلسطينية وربط المغرب بالاحتلال الإسرائيلي لا سيما أن فترة الدراسة تزامنت مع تجدد حرب الإبادة على قطاع غزة الفلسطيني، وكذلك هدفت تقنيات البروباغندا التي استخدمها التلفزيون الجزائري لتشويه صورة المغرب وربطه بالتهريب وتجارة المخدرات والحشيش، وللتفريق وإحداث الوقيعة بين مكونات المجتمع المغربي، والتلاعب بعواطف ومشاعر المغاربة الصحراويين لتبني مواقف انفصالية، وتسويقهم ككيان مستقل يطالب بالحرية والاستقلال.