اللّغة الفُصحى المتوسّطة ومكانتها بين الفصحى التّراثيّة والعامّيّة في تعليم العربيّة للنّاطقين بغيرها

(دراسة بَيْنيّة لغويّة تربويّة)

الملخص

يتناول هذا البحث موقع اللّغة الفصحى المتوسّطة بين الفصحى التّراثيّة، والعامّيّة بوصفها ظاهرة لغويّة تربويّة تمثّل حلقة وصل بين الأصالة والوظيفيّة في تعليم العربيّة للنّاطقين بغيرها، وينطلق من منظور بينيّ يجمع بين التّحليل اللّغويّ، والتّربويّ، والاجتماعيّ؛ لفهم طبيعتها، وشرعيّتها واستخدامها في السّياقات التّعليميّة الحديثة، وقد بيّن البحث أنّ الفصحى التّراثيّة، رغم مكانتها الدّينيّة والأدبيّة، قد تشكّل صعوبة للمتعلّمين الأجانب، في حين تفتقر العامّيّة إلى الوحدة والضّبط؛ لتبرز الفصحى المتوسّطة كخيار وسطيّ يجمع بين الوضوح والرّصانة.

اعتمد الباحث المنهج الوصفيّ التّحليليّ والنّقديّ؛ لاستقراء خصائص هذا المستوى اللّغويّ، مثل مرونته النّحويّة، ومفرداته التّداوليّة، ووظيفته التّواصليّة، كما استعرض الدّراسات السّابقة العربيّة، والأجنبيّة الّتي أبرزت دور الفصحى المتوسّطة في تقليل الاغتراب اللّغويّ، وتعزيز التّفاعل الصّفّيّ، وقد خلص البحث إلى أنّ هذا النّمط يشكّل جسرًا لغويًّا، وتربويًّا يسهّل انتقال المتعلّم من العامّيّة إلى الفصحى، ويوازن بين الأصالة والمعاصرة؛ ممّا يجعله خيارًا فعّالًا لتعليم العربيّة للنّاطقين بغيرها.