توظيف عناصر السَّرد المسرحيّ في مسرحيِّة (بيجماليون) لتوفيق الحكيم

الملخص

إنَّ الفنَّ المسرحيّ في عمومه ناشئ من صراعات داخليِّة أو خارجيِّة، تلك الصِّراعات تُفرز لنا التأثير الّذي يُحدثه الفنّ المسرحيّ في حياة الكاتب والمُتلقيّ على حدٍّ سواء، فالفنَّان يُبرز لنا أعماله مترقِّبًا بذلك تقبّل النَّاس لفنِّه أو رفضه، ذلك التَّرقّب يُنشِئ صراعات شتَّى، ويمكن البحث في المقاربة بين ما عاشه توفيق الحكيم ذلك الفنَّان المبدع وبين ما كابدهُ في الحياة جرَّاءَ إبداعِهِ، فالحكيم يُسقط ما في نفسه على شخوص مسرحيِّتِهِ مجسِّدًا تلك المعاناة الَّتي تتأرجح بين القبول والرَّفض، والتَّشجيع والإحباط، فالمتأمِّل في تاريخ توفيق الحكيم وحياته الشَّخصيِّة سيلحظ جدليِّة واسعةً، وذبذبةً واضحةً في استقرار نفسه المبدعة ومواجهتها مع الحياة الَّتي تعجّ بالمعوّقات والمثبِّطات الدَّاخليِّة -أي على نطاق أسرتِهِ- أو الخارجيِّة -أي على نطاق المحيطين بِهِ من مجتمعه- تلك المعوِّقات ألهبت قريحة كاتبنا، وأفرزت مشكلته على شكل نصٍّ مسرحيّ خُلِّد في أذهان المُتلقّين، وفي هذا البحث سنُسلِّط الضَّوء على صراع الفّنّ والحياة وتعميق الحكيم لهذا الصِّراع من خلال توظيف عناصر السَّرد المسرحيّ فيها.