الفن التشاركي كوسيلة لتعزيز التواصل المجتمعي والتغيير الاجتماعي

الملخص

يتناول البحث مفهوم الفن التشاركي كنوع من أنواع التواصل الاجتماعي بين الفن والجماهير، وكذلك بداية علاقته بين الفنون البصرية والمتلقي. ويتناول البحث تاريخ الفنون التشاركية وعلاقته بالحِرف اليدوية في البداية لدى الإنسان البدائي البسيط؛ المقارنة بين مفهومي الحِرفة والفن؛ وارتباط الفن التشاركي بالإنسان وكونه جزءًا من حياته متمثلاً في الفنون الغنائية والرقص، لا سيما في ثقافة الشعوب البدائية. ثم يتطرق البحث إلى توضيح تأثر مفهوم الفن التشاركي بالرأسمالية التي حولت الأعمال الفنية إلى سلع استهلاكية. ويُعرّف البحث الفن التشاركي بمفهومه المعاصر، بأنه نوع من الفنون التي تدعو المتلقي إلى المشاركة الفعّالة في إنتاج العمل الفني أو استكماله مع الفنان، مما يُعيد تعريف العلاقة بين الفنان والجمهور المتلقي - والذي لطالما كان دوره سلبياً أثناء التفاعل مع العمل الفني). وعلى ذلك، تتمركز مشكلة البحث على التساؤل: كيف يمكن تعزيز السلوك الإيجابي في المجتمع من خلال مشاركة المتلقي في التجربة الفنية؟ ويشرح البحث أهمية الفن التشاركي في الفن المعاصر وكيف يمكن أن يسهم في بناء هوية الأفراد وتعزيز السلوك الاجتماعي الإيجابي في المجتمع. وينهج البحث منهجاً تاريخياً وصفياً للأعمال الفنية التشاركية المعاصرة والتي تجسد هذا النوع من التفاعل؛ لتوضيح العلاقة التفاعلية بين الجمهور المتلقي والفن؛ مناقشة جمالية هذا التفاعل الإنساني مع الفنك وأخيراً يتناول البحث عدداً من التصنيفات العديدة لمختلف الممارسات الفنية التشاركية وأنواع الفنون المتعلقة بالمجتمع، والتي من الممكن أن تُضمّن تحت مظلة الفن التشاركي، كتلك التي يقدمها كلاً من الفنانين والمهندسين المعماريين والمصممين؛ وذلك لإحداث تغيير اجتماعي واقتصادي وبيئي منهجي وبعض من الأعمال الفنية التشاركية المعاصرة. ويخلص البحث إلى أن الأعمال الفنية التشاركية تجعل الجمهور جزءاً لا يتجزأ من العمل الفني، مما يجعلها عاملًا إيجابياً لتعزيز السلوك الإيجابي بين أفراد المجتمع.