الفنون الاستشراقية ما بين التخيل والتجربة

الملخص

    ظاهرة الاستشراق في الفنون التشكيلية من الظواهر التي مسَّت روح المجتمعات الشرقية والغربية على حد سواء، وتغلغلت في صلب القضايا المحورية التي بنى عليها الكثير من المثقفين والمهتمين في الشأن العربي، لما لها من تداعيات وتأثيرات خاصة.

 تأتي هذه الدراسة لتسليط الضوء على أهم الإشكاليات التي فرزتها تلك الظاهرة من خلال طرح عدة تساؤلات هامة، أهمها: ما هي الطريقة التي تعامل بها الفنانون المستشرقون لوصف وتحديد بنية المجتمعات الشرقية؟  وما هو الأسلوب الفني الذي مارسه الفنانون المستشرقون في نقل وتوصيف البيئة الشرقية؟  وكيف تأثر وأثر الفن الغربي بالفنون والمجتمعات الشرقية؟

 تبرز أهمية تناول هذه الدراسة من خلال البحث في الجدل الحاصل حول هذه الظاهرة، وأهمية دراسة جماليات الفنون الغربية التي تأثرت أصلًا بجماليات الفنون الشرقية والإسلامية، كما تبرز أهمية هذه الدراسة من خلال تتبع الظروف الزمانية والمكانية لفنون الاستشراق. وتفترض هذه الدراسة إلى أن الفنانين المستشرقين تناولوا فنون الشرق من خلال طريقتين: الطريقة المتخيلة وطريقة التجربة الملموسة، وبالمقارنة بين الطريقتين نجد أن هناك تحولاً وتطوراً واضحاً في طريقة الصياغة والأسلوب في فنون الاستشراق، مما خدم فنون الشرق دون قصد من خلال الانغماس في سحر تلك الفنون.