التَّرقَّي في نَدْبِ الخنساءِ لأخيها صخر

(قصيدة؛ قذىً بعينك ...نموذجاً)

الملخص

تظهر هذه الدراسة جوانب كامنة في تصعيد خطاب الخنساء البكائي على أخيها صخر ؛ في قصيدتها ؛ قذىً بعينك ...، وترقِّيْها في ندبه ؛ لفظاً ومعنى وصورة ، مُتشكِّلةً في انتقالها التّدريجيّ من حالٍ الى اخر أدقَّ منه ؛ليحقق المراد ، وفق المقام الذي تريد الشاعرةُ أنْ تُعَبِّرَ عنه وتوصله للمتلقِّي من خلال هذا النص ؛ المفعم بالتّوجّع ،والحرقة ، والتأوّه، والعويل ، ما جعلنا نكتشف المتغيّرات التّراتُبِيَّة في هذا الألم ، انطلاقاً من تنوُّع التعابير المندهشة وسط الحدث ، حتى جعلت تخاطبه ~ في ثنايا ندبه ~ خطاب السامع المجيب ،وكأنها تريد مهادنة الحقيقة ، وتخفيف المصيبة ، فتنادي غيره قبل أن تناديه ،ثم تخاطبه خطاب الأحياء ، إلى أنْ تصل بنا صعوداً حيث الفقد والوداع؛ بلغةٍ نائحة غير مستأجرة ، وصور بيانية بليغة تركز في معالمها على اللّفظه العميقة المؤثرة ؛التي نشعر معها بخلود الكَلْمِ ودوام نزفه .

كل ذلك عبر دراسة النَّصّ، والكشف عن الوسائل والأدوات التي استعملتها الخنساء للتّصعيد والتَّرقي بالمعنى والصورة ؛بما يعكس حقيقة ما تكنه ويختلج داخلها،

ومدى قدرتها على إثارة المشاعر والانفعالات لدى المتلقي بأساليب ومعطيات ندبها الشّعري في هذه القصيدة. محيطاً هذا البحث بكلا جانبيه: التّنظيريّ والتّطبيقيّ.