الفساد الاجتماعي والاقتصادي في منظور القرآن والسنة

الملخص

هدف هذا البحث بشكل أساسي الى التعرف على مفهوم الفساد ومكافحته ووقاية منه من منظور الفكر الإسلامي والسنة النبوية و ويتضح من خلال ذلك أن الدين الإسلامي قد شخص داء الفساد ووصف الدواء لمكافحته والوقاية منه، وجاء بقواعد وأحكام هدفت إلى الحد من هذه الظاهرة ما أمكن، واعتبرت أن كل فعل أو امتناع من شأنه أن يؤدي ًالى مفسدة أو إفساد في الأرض هو أمر محرم شرعا ووجب عقابه في الدنيا والآخرة ، بل وقد تعدت الشريعة الإسلامية ذلك باعتبارها أن مكافحة الفساد فريضة قائمة إلى يوم القيامة أوجبها الله تعالى على الناس.

إن الناظر لا تخطئ عينيه صور الخلل ، والمفارقات الكبيرة ، والمباينات الشاسعة بين واقع الأمة ومنهج الإسلام . فالناظر يرى صور الانحراف كثيرة وعميقة ، و متعددة الأمثلة وبيّنة فيما تبديه من ممارسات ظاهرة أو مستترة ، حتى إن الإنسان إذا أمعن في جمع هذه المتفرقات.

إن الحديث عن الفساد لا يخص مجتمعا بعينه أو دولة بذاتها , وإنما هو ظاهرة عالمية تشكو منها كل الدول .

وتم التوصل من خلال هذا البحث إلى جملة من التوصيات، أهمها ضرورة الاهتمام بتنمية الوعي الديني لدى عموم المواطنين للحث على النزاهة ومحاربة الفساد عبر وسائل الإعلام المختلفة، وخطباء المساجد والعلماء والمؤسسات التعليمية وغيرها ، واعداد حملات توعية وطنية تحذر من وباء الفساد وأثاره المدمرة، وحثهم على التعاون مع الجهات المعنية بمكافحة الفساد، والإبلاغ عن جرائم الفساد ومرتكبيها، وتوجيه علماء وطلبة الإدارة والباحثين ممن لديهم سعة إطلاع في العلوم الشرعية إلى إجراء مزيد من البحوث والدراسات التي تبين دور الشريعة الإسلامية في الحد من هذه الآفة الخطيرة وتجنب آثارها المدمرة.